السبت، 20 سبتمبر 2014

الخوف لدى الاطفال بين السلوك الغريزي والانحطاط التربوي

قد تكون هذه المقالة قاسية للكثير من الاباء والامهات .. لكن لا بأس فليس من شيء اكثر انحطاطا من اسرة لا تعي معنى ان يكون الطفل رهين خوف غير مبرر , فقط لأن الاهل يرغبون في تمضية وقتهم  ( مهما يكن هذا الوقت ) على حساب صحة ابنائهم النفسية ... 

الخوف لدى الاطفال-الخوف لدى الاطفال-الخوف لدى الاطفال-الخوف لدى الاطفال

لا اجد تفسير واحد منطقي أو عقلاني يدفع الاهل لفعل هذا السلوك  ... وما يثير الاشمئزاز هو مسلسل الخوف الكامن فينا منذ نعومة الاظفر .. فالخوف من الغول والحرامي والبس والعو ثم يبدء بالتطور ليصل الشارع والحي ومن شخص يريد ضربك ثم الخوف من المعلم  أو من الشرطي وبعد ان ندرك ما يحدث حولنا ,  يبدء الخوف من عذاب الله  بالنار  ... وكأننا ليس لنا حكاية غير هذا  ؟؟؟  

أي سلسلة قذرة تلك التي نتمسك بها واي دائرة ندور حولها ... والطامة الكبرى اننا نحن الخاثفون نعيد ترتيب الزمن مع اطفالنا ليخافوا  من نفس الامور التي خفنا منها ... متجاهلين أو منتقمين لأنفسنا لكن ليس من ما هم اكبر منا ولكن انتقاما من الاطفال  ... اطفالنا يا سادة يا كرام ..

ونتسائل ! ما هو الشيئ الذي يمكن ان نجنيه من هذا السلوك ! سأجيب بشيء من الحسرة بأن ما نجنيه هو جناية في حق الاجيال فلن يبقى الطفل صغيرا الى ما لا نهاية .. لكن انظر الى عواقب هذه الافعال وكيف يكون هذا الشاب الذي كان بالأمس خائفا ... كيف انه دائم القلق ومتوتر ولديه ردات فعل غير مبررة للكثير مما يدور حوله .

واذا امعنا النظر في سلوكه سنجده بحاجة الى طبيب نفسي لأعادة ترتيب ما فقد من شخصيته  .

يقول احد الاصدقاء :

( ان اكثر ما يصيب الرعب والخوف عند الاطفال والصغار هو تخويفهم من شيء مجهول ولا وجود له اساسا . وهذا اسلوب يعتمده الكثير من الناس كطريقة لتأديب صغارهم , مما يثير الرعب عند الطفل حتى في منامه .

ويكبر هذا الشيء معه حتى مرحلة من العمر ويصبح أمرا خطيرا مما يؤثر كثيرا على نفسه سلبا وانطوائه على من هم حوله من المجتمع ويصبح كسولا او جبانا ولا رغبة لديه من تجربة أي شيء يجهله وبالتالي يفقد روح المغامرة لديه .)

الطريقة المغايرة الاخرى لما سبق هو ان هناك من يشجع طفله على العنف ( على اساس نموذج للشجاعة المعاكسة للخوف ) وما بين هذا وذاك يضيع فقط اطفالنا ... محطمين كل القيم البريئة والجميلة عند الطفل وهذا مدعاة كبيرة للقلق لأنه بذلك يفقد الطفل شعوره بالامان والحب واحترام أي كان من حوله . ويصبح هذا الشعور مع الطفل حتى يكبر وبالتالي يصبح انسانا عدوانيا او يكره من حوله من المجتمع .

بين الخوف والجرءة نقف نحن عائقا امام شخصية طفلنا لنرسم له سلوكا قد يكون غير مناسب له ... فلكل شخص حياته الخاصة ونفسيته المستقلة ,,, فليس من حقي ان اجبر ابني ان يكون شيء احبه انا ... لندعهم بأمان ...  نقوم اعوجاجهم ونضيء لهم الطريق لكن كل على طريقته .
على العموم هذه فقط اضاءة على سلوك بعض الاهالي والتي من واجبنا نحن ان نحاول تسليط الضوء عليها لمعرفة صحتها من خطئها ... والحديث في هذا يطول , فسلوك ابنائنا قد يتجاوز حدود معرفتنا فهو دائم التطور ... من حق ابنائنا ان يجدوا الامان في بيوتهم وان يرتقوا بنا لا ان نكون اداة تدمير غير مسؤلة وعفوية ...
الى كل ام تثير الرعب في قلب ابنائها اقول ,,, اتقي الله في ابناءك . واخيرا  أقول  .... يجب ان نتحد مع أطفالنا بالقيام بكل ما هو صحيح لتربيتهم بالطريقة الملائمة لكل منهم حتى يكبروا وبالتالي نضمن لهم مستقبل مشرق وأفضل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق